الفقر والانحراف الجنسي
وضع شرعية أو السماح بممارسة الدعارة تغير في العراق خصوصاً بعد احتلال العراق عام 2003م، حيث تم تهجير الغالبية العظمى من الغجر في العراق إلى دول الجوار وغيرها حيث هاجمت مليشيات مسلحة تجمعات الغجر ودمرت العديد من قراهم، يضاف إلى هذا أن عدداً من النسوة العراقيات و تبعاً لظروف الحرب وما تسببه من تفكك أسري و فقدان لمعيلي العديد من العوائل، مما أدى إلى سقوط عدد من النسوة في مهنة البغاء بسبب الحاجة واستغلال شبكات الدعارة لهن وخصوصاً في الدول التي فررن لها، وهذا وفقاً لتقرير للأمم المتحدة، ويجدر بالذكر أن الحروب توافقها دائماً حالة انتشار امتهان البغاء وهذه الحالة تشبه الحالة التي عمت في أوربا إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى و الثانية.[15]
وتعتبر سورية مع مثيلاتها من دول عربية، مكانا مقصودا للسياحة الجنسية على مدار العام كلبنان ومصر والمغرب، حيث ينشط قوادون" تجار الجنس" بين هذه الدول، مستخدمين ترغيبا وترهيبا، فتيات بعضهن قاصرات لممارسة الجنس معهن، مقابل مبالغ لهن أو لذويهن أو منحهن إقامة في دولة خليجية.
ولبنان نموذج لكثير من فتيات يتاجرن بأجسادهن إما للمتعة أو للمال، وهن منتشرين في كل مكان ويعتبرن هذا الشيء من لون العصر والمرأة في رأيهم يجب أن تتحرر من كل قيود تقف في سبيل تقيد حريتها الجنسية.
وشددت دراسة ميدانية حول "تجارة الجنس في اليمن" على ضرورة معالجة أوضاع النساء المحتمل سقوطهن في هاوية الدعارة والبغاء، منتقدة قصور برنامج الضمان الاجتماعي الحكومي الذي لا يشمل النساء الأشد فقراً لوقايتهن من الانزلاق إلى الدعارة والتشرد والتسول.
وبحسب جريدة "الرأي العام" الكويتية، فقد أوضحت الدراسة - التي نفذها ملتقى المرأة للدراسات والتدريب بمحافظة تعز- أن من يمارسن البغاء أو الدعارة في لبنان لجأن لذلك بسبب افتقارهن للمال وبهدف الإنفاق على أنفسهن وأسرهن بمن فيهم الذكور، إلى جانب افتقارهن إلى من يهتم بهن وبكفاءة حياتهن ويعانين من مشاكل اجتماعية، ويتخذن من الشارع مأوى لهن، ويتعرضن لإغراء الحياة في الفنادق.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك مبحوثات قلن إنهن يمارسن الدعارة من أجل الصرف على إخوانهن الذكور العاطلين عن العمل وتسديد نفقات العلاج، وأوضحت أن غالبيتهن لديهن أسر ويقمن بإعالة الأسر، والمتزوجات بعضهن زيجاتهن صورية وغطاء لامتهان الدعارة أو لأن دخل الزوج لا يكفي ويقمن بإعالة الأسرة.[16]
وفي المغرب تنتشر الدعارة بشكل كبير، بسبب فقر المواطنين وكثرة السواح، إذ تكثر أيضا ظاهرة دعارة القاصرات والقاصرين.[17] 3
- الدعـارة في الجزائر:
مع ارتفاع معدلات الفقر وتراجع الإرهاب ظاهرة الدعارة تتفشي في الجزائر في زمن الانفتاح والحريات وحملة بيع كل شيء في هذا الوطن، انتشرت مـعها الفساد في كل مكان، وأصبحت تجارة الجنس مهنة يتباه بها البعض ويتستر بها البعض الأخر تحت عناوين مختلفة خاصة عندما تمارسها فئة اجتماعية طارئة على المجتمع.
ففي سنوات قليلة، أصبح هناك الملياردارات وهي تستثمر في الأجساد وتضاعف ثرواتها وتمتن علاقاتها وتوسع نفوذها، على حساب فئات اجتماعية وجدت نفسها فريسة سهلة أمام مخالب هؤلاء التي لا ترحم خاصة هؤلاء التي لا ترحم خاصة المراهقات الجامعيات مطلقات، إطارات وهن اللواتي تدفعهن البطالة والظروف الاجتماعية الصعبة والرغبة في تحقيق أحلامهن إلى الوقوع في دوامة الانحراف والفساد والغريب في الأمر، أننا نسمع يوميا عن غلق الشركات وحل المؤسسات وطرد ألاف العمال وفي نفس الوقت نشاهد افتتاح بيوت اللهو والملاهي والتجمعات الترفيهية، في غياب السلطات المكلفة بحماية المجتمع والصمت الرهيب الذي تمارسه المؤسسات الدينية وكأن الأمر لا يعنيه والغريب أن صمت الجميع لا يمكن أن يكون إلا تواطؤ صريح ومساندة غير معلنة للفساد، الذي يحطم قدرات المجتمع ومستقبله فماذا يبقى من المستقبل إذا تحطمت الأجيال الصاعدة وهل الانفتاح واقتصاد السوق يعني الاستثمار في الأجساد، ولماذا لم ينجح الاستثمار إلا في الملاهي وبيوت اللهو والأكيد أن الأمر يهدد الأمن العام والمصالح العليا للبلاد